إيديكس 2025: أكبر معرض سلاح في الشرق الأوسط وإفريقيا
مسيرات أرضية وجوية وأجهزة تشويش وتصنيع أجزاء من الطائرة رافال… كيف قدّمت الهيئة العربية للتصنيع أقوى جناح في معرض إيديكس 2025؟
شهدت القاهرة في الفترة من 1 إلى 4 ديسمبر 2025 افتتاح النسخة الرابعة من معرض الصناعات الدفاعية الدولية EDEX 2025 بمشاركة أكثر من 450 شركة من 40 دولة، ليصبح الحدث العسكري الأضخم في المنطقة.
وفي قلب هذا الحدث، قدّمت الهيئة العربية للتصنيع (AOI) واحدًا من أقوى الأجنحة على الإطلاق، حيث عرضت 57 منتجًا عسكريًا من بينها 18 منتجًا لأول مرة.
مصدر رسمي:
https://sis.gov.eg/ar/المركز-الإعلامي/الأخبار/الهيئة-العربية-للتصنيع-تشارك-في-معرض-edex-2025
هذا الظهور لم يكن مجرد عرض تقني، بل إعلان واضح أن مصر تدخل مرحلة جديدة من التصنيع العسكري المحلي والتصدير الدفاعي.
أولًا: “العقرب” أول مسيّرة أرضية قتالية UGV من إنتاج عربي–مصري.
أحد أقوى مفاجآت المعرض كان الكشف عن المسيرة الأرضية القتالية AQRAB UGV، التي طورتها الهيئة العربية للتصنيع بالشراكة مع شركة Havelsan التركية.
قدرات مسيرة العقرب:
- تعمل بنظام دفع 6×6
- مدفع رشاش 12.7 ملم يتم التحكم فيه عن بُعد
- أنظمة ملاحة مستقلة
- كاميرات حرارية ونهارية
- القدرة على تنفيذ 4 أدوار: قتالية – انتحارية – استطلاع – تشويش
هذه المنصة تمثل دخول مصر رسميًا إلى عالم الروبوتات القتالية البرية.
ثانيًا: حمزة-1 VTOL أول مسيّرة مصرية بالإقلاع العمودي
كشفت الهيئة عن المسيرة الجوية حمزة-1، وهي أول طائرة مصرية بدون طيار بالإقلاع العمودي (VTOL)، تم تطويرها مع الجانب التركي.
قدرات حمزة-1:
- إقلاع عمودي، ثم تحوّل للطيران الأفقي
- حمولة عالية للاستطلاع العسكري
- أنظمة تحكم متقدمة
- مدى كبير وساعات طيران طويلة
- منصة مناسبة للمدفعية وتصحيح النيران ومراقبة الحدود
ثالثًا: تصنيع أجزاء من جناح المقاتلة الفرنسية “رافال” داخل مصر
عرضت الهيئة نموذجًا حقيقيًا لأجزاء من جناح طائرة الرافال داخل مصانعها، بعد اعتماد شركة Dassault Aviation الفرنسية رسميًا لمصر كأحد مورديها العالميين في سلسلة الإنتاج.
أهمية هذا التطور:
- انتقال مصر من “الدولة التي تشتري” إلى “الدولة التي تصنع للسوق العالمي”
- بناء قاعدة هندسية قادرة على تصنيع مكوّنات عالية الدقة
- تقليل تكلفة الصيانة وسلاسل الإمداد
- رفع نسبة التصنيع المحلي إلى حدود 85%
مصدر رسمي:
https://english.ahram.org.eg/News/557869.aspx
هذا إنجاز استراتيجي، لأن تصنيع أجزاء المقاتلات من أعلى درجات الصناعة العسكرية تطورًا.
رابعًا: الطائرة الانتحارية Suicide UAV دخول قوي في عالم Loitering Munitions
تعرض AOI أيضًا طائرة مسيرة انتحارية بمدى مناسب للعمليات التكتيكية، ومجهزة بنظام توجيه كهروبصري وجيروسكوب، ومصممة لضرب:
- عربات مدرعة
- تجمعات معادية
- أنظمة دفاع
- أهداف ثابتة عالية القيمة
وهو ما يجعل مصر تدخل نادي الدول المنتجة لهذه الذخائر المتقدمة.
مصدر:
https://english.ahram.org.eg/News/557978.aspx
خامسًا: مسيّرة الفرد المقاتل أخف مسيّرة قتالية مصرية
كما عرضت الهيئة مسيرة فرد مقاتل وزنها نصف كيلو فقط، بمدى يصل إلى 4 كم، وتم تطويرها بالتعاون مع الشركات الصينية.
وظائفها:
- استطلاع ميداني
- مراقبة تكتيكية
- تأمين الجنود أثناء التقدم
سادسًا: أنظمة التشويش ومجابهة المسيّرات الحرب الإلكترونية المصرية تتقدم
عرضت الهيئة مجموعة من الأنظمة تشمل:
- رادارات 3D
- أنظمة تشويش قصيرة ومتوسطة المدى
- محطات مراقبة واتصال
- مدافع ومؤثرات صوتية
- حلول دمج (Integration) مع أنظمة الدفاع الجوي
مصدر عالمي:
https://english.ahram.org.eg/News/557978.aspx
الرسالة واضحة:
مصر تتعامل مع تهديد الطائرات بدون طيار بمنظومة متكاملة، وليس مسيرة منفردة.
تحليل: ماذا تعني هذه القفزة بالنسبة لمصر والمنطقة؟
1) قدرات حمزة-1 بالإقلاع العمودي VTOL — لماذا هي نقطة تحول؟
منصات VTOL لا تحتاج مدرجًا، وتعمل في المناطق الصحراوية والجبلية، ما يجعلها مثالية لـ:
- مراقبة الحدود
- تأمين منشآت الغاز في البحر
- مكافحة الإرهاب في سيناء
- دعم القوات البرية في تحركاتها
كما أن تطوير حمزة-1 يضع مصر على طريق الجيل القادم من الطائرات بدون طيار متعددة المهام.
2) تطوير حمزة-2 بالتعاون مع NORINCO الصينية
تطوير الجيل التالي Hamza-2 مع العملاق الصيني NORINCO يعني:
- زيادة الحمولة
- مضاعفة المدى
- تحسين المقاومة للتشويش
- إضافة أنظمة توجيه ذكية
- إمكانية حمل ذخائر موجهة
3) مصر تقترب من نسبة تصنيع محلي 85% — كيف؟
بفضل:
- إنتاج هياكل وتجميعات محلية
- تصنيع قطع غيار
- مراكز CNC عالية الدقة
- نقل تكنولوجيا من فرنسا والصين وتركيا
- تدريب كوادر هندسية
ومع دخول مصر في سلسلة إنتاج Dassault، تصبح قادرة على:
- إنتاج مكونات طائرات
- تصدير قطع غيار
- إنشاء مراكز صيانة إقليمية
4) تأثير هذه المسيّرات على ميزان القوة مع إسرائيل
إسرائيل كانت تحتكر المنطقة بمسيراتها (هيرون – هاروب – أيتان)، لكن دخول مصر بمجموعة كاملة من:
- مسيرات استطلاع
- مسيرات قتالية
- مسيرات انتحارية
- UGVs برية
- منظومات تشويش
يعني:
كسر الاحتكار التكنولوجي الإسرائيلي وتوازن في قدرات الاستطلاع والضربات الدقيقة.
5) دورها في حرس الحدود ومكافحة الإرهاب
المسيرات الجديدة تغيّر قواعد الاشتباك في:
الحدود الغربية:
- مراقبة تحركات التهريب
- كشف المركبات المعادية
- تحديد الإحداثيات للمدفعية
سيناء:
- جمع معلومات فورية
- دعم وحدات العمليات الخاصة
- ضرب أهداف معادية دون تعريض القوات للخطر
البحر الأحمر:
- مراقبة تهديدات الحوثيين
- حماية الملاحة
6) لماذا تعتبر هذه المسيّرات بداية سباق تسلّح جديد في المنطقة؟
لأن:
- مصر دخلت مجال UGVs
- مصر تنتج مسيرات VTOL
- مصر تنتج مسيرات انتحارية
- مصر تصنع أجزاء مقاتلات الجيل 4.5+
- مصر بدأت في تصدير أنظمة دفاع إلكتروني
ومع ذلك التطور، ستتحرك دول المنطقة لشراء أو تطوير منصات مشابهة.
7) كيف تفتح هذه المنظومات باب تصدير واسع لمصر داخل إفريقيا؟
إفريقيا تبحث عن:
- حلول منخفضة التكلفة
- مسيرات خفيفة وفعالة
- أنظمة مراقبة حدود
- مسيرات انتحارية ضد الجماعات المسلحة
ومصر الآن تقدم “باقة دفاعية متكاملة” تنافس:
- تركيا
- الصين
- جنوب أفريقيا
وفي السياق ذاته، مصر تمتلك ميزة جغرافية وسوقية:
- قربها من دول الساحل والصحراء
- علاقات سياسية قوية
- تكاليف تشغيل أقل من الدول الغربية
خاتمة — مصر تغيّر قواعد اللعبة في صناعة السلاح
إن مشاركة الهيئة العربية للتصنيع في EDEX 2025 ليست مجرد عرض تكنولوجي، بل:
– إعلان عن دخول مصر عصر الصناعة الدفاعية الثقيلة
– انتقال من الاستيراد إلى التصنيع المحلي
– تجهيز البلاد لمرحلة تصدير واسعة
– بناء قوة ردع تعتمد على التكنولوجيا وليس على العدد فقط
ومع مشروع حمزة، والعقرب، والطائرات الانتحارية، وأجزاء الرافال، وأنظمة التشويش، فإن مصر تضع نفسها على خريطة TOP 10 للدول الصاعدة في الصناعات الدفاعية.
تعليقات
إرسال تعليق