مصر تستعد للحرب الشاملة: تحليل عسكري لتحذيرات وزير الدفاع وتهديدات حدود مصر من غزة إلى السودان

مصر على خط النار: تحليل استراتيجي لتحذيرات وزير الدفاع وخريطة التهديدات الإقليمية.

تحذير عاجل من وزير الدفاع المصري في إيديكس 2025: "المنطقة على حافة حرب شاملة". تحليل استراتيجي متكامل للأسباب الخفية وراء هذا الإنذار:

•تهديدات إسرائيل في غزة ولبنان وتوسع "إسرائيل الكبرى"

•أزمة السودان: معركة بابنوسة واقتراب ميليشيات الدعم السريع من الحدود المصرية

•تفاصيل الأسلحة المصرية الجديدة: درون "جبار 250" وتصنيع أجزاء الرافال محلياً

•خريطة الحرب حول مصر: غزة، لبنان، سوريا، السودان، ليبيا

•هل نحن على حافة صراع إقليمي شامل؟ وكيف يستعد الجيش المصري بتعليمات السيسي.

IDEX 2025... When the minister speaks the language of generals

تحذير في معرض السلاح... رسالة إلى العالم وأول إنذار للشعب

في قاعة مليئة بلمعان المعدن وروائح الزيت والوقود، وقف الفريق أول عبد المجيد صقر، وزير الدفاع المصري وقائد الجيش، في معرض "إيديكس 2025" الدولي للصناعات الدفاعية، ليطلق تحذيرًا لم يكن عاديًا. كلماته لم تكن مجرد خطاب دبلوماسي تقليدي، بل كانت صفعة واقع على مائدة السياسة الدولية: "انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة تجر العالم إلى مصير مجهول". هذه العبارة، التي ترددت في أروقة المعرض بين عارضين للدبابات والصواريخ، تحمل في طياتها شفرة يجب فكها. فهي ليست موجهة فقط للدول والحكومات، بل هي في صميمها إنذار مبكر موجه لشعب مصر بأن حدود الوطن، من البحر إلى النهر إلى الصحراء، تقف على حافة الاشتعال.


لم يأتِ هذا التحذير من فراغ، ولم يكن محض بلاغة إنشائية. إنه خلاصة قراءة استخباراتية وعسكرية دقيقة لمشهد إقليمي متأجج، حيث تتداخل نيران عدة بؤر صراع قد تندلع في أي لحظة لتشكل حريقًا واحدًا كبيرًا. هذه الورقة التحليلية تستعرض بالتفصيل خريطة التهديدات المحيطة بمصر، وتحلل دلالات التصريح غير المسبوق، وتكشف عن حقيقة الاستعدادات المصرية العسكرية والصناعية في مواجهة هذا السيناريو الكارثي. نحن لا نتحدث عن احتمالات نظرية، بل عن تقاطعات خطيرة على الأرض، حيث تتحرك القوى الدولية والإقليمية والميليشيات في لعبة شطرنج مصيرية، ومصر في قلب الرقعة.

الفصل الأول: إيديكس 2025... عندما يتحدث الوزير بلغة الجنرالات

معرض إيديكس، المنعقد في مصر، ليس مجرد سوق لبيع وشراء الأسلحة. إنه منصة للقوة والنفوذ، حيث تُعرض ليس فقط المنتجات، بل الرسائل السياسية. اختيار وزير الدفاع المصري لإطلاق هذا التحذير من هذه المنصة بالذات له دلالات عميقة:

1. الجمهور المستهدف: الحضور هم صناع القرار العسكري والدبلوماسي من جميع أنحاء العالم، وخاصة ممثلي الدول التي تشتعل حول حدود مصر أو تتدخل في شؤونها. الرسالة واضحة: مصر ترى الخطر بوضوح وتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته قبل فوات الأوان.

2. السياق الزمني: يأتي التحذير في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية-الإسرائيلية توترًا غير مسبوق منذ معاهدة السلام، وفي ذروة الأزمة السودانية وتصاعد التهديدات في لبنان. التوقيت مقصود ليكون صفارة إنذار عالية.

3. الربط بين التسليح والسلام: أكد صقر أن "امتلاك عناصر القدرة استثمار في السلام الحقيقي". هذه فلسفة مصرية ثابتة في عهد الرئيس السيسي: القوة هي الضامن الوحيد للحدود والاستقرار. العرض العسكري المصري في إيديكس، من طائرات مسيرة إلى أنظمة دفاع جوي متطورة، لم يكن منفصلًا عن التحذير، بل كان التجسيد العملي له. الرسالة: نحن نستعد للأسوأ، لأننا نريد الأفضل (السلام)، ولكن السلام القائم على القوة والاحترام، وليس على التنازلات والضعف.

كلمات وزير الدفاع، إذن، هي التعبير الرسمي عن رؤية استراتيجية كاملة تتبناها القيادة السياسية والعسكرية في مصر. وهي ترجمة لـ"تعليمات السيسي" التي يرددها دائمًا بأن "الجيش المصري قادر على حماية الوطن"، ولكن هذه المرة بلغة أكثر إلحاحًا وإيماءً إلى أن ساعة الاختبار قد تقترب.



الفصل الثاني: الجبهة الشرقية: غزة... من مأزق التفاوض إلى حافة الانفجار الشامل

المشهد في غزة اليوم هو صورة مصغرة لفشل السياسة الدولية ووحشية منطق القوة العارية. رغم الوساطات المصرية والقطرية والدولية، ورغم التوقيع الظاهري على اتفاقيات تهدئة مثل اتفاق شرم الشيخ، فإن الحل العسكري يظل الخيار المفضل لإسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو.

· تعنت نتنياهو واستراتيجية "إسرائيل الكبرى": يرفض نتنياهو تنفيذ الاتفاقات بشكل كامل، ويعاود القصف في رفح وغيرها، ويخنق دخول المساعدات الإنسانية، في سياسة واضحة تهدف إلى تفكيك كامل لحماس كقوة عسكرية وسياسية، وربما تهيئة الأوضاع لاحتلال عسكري كامل أو طرد جماعي للسكان (التطهير العرقي). خطاب "إسرائيل الكبرى" لم يعد خفيًا، بل يترجم على الأرض بضم أراضٍ وخلق حقائق جديدة.

· معضلة الأنفاق ووفاة المفاوضين: حصار عشرات المقاتلين في الأنفاق، ومن بينهم عبد الله حمد نجل القيادي البارز في حماس غازي حمد، يمثل نقطة احتكاك شديدة الخطورة. مصر، بوصفها الوسيط الأساسي والطرف الأكثر تأثرًا باستقرار غزة، تجد نفسها في مأزق. فشل التفاوض لإخراج المحاصرين أحياء قد يؤدي إلى تفجير الموقف، ويزيد من تحميل الرأي العام العربي والإسلامي مصر مسؤولية أي مأساة، بينما ترفض إسرائيل تقديم أي ضمانات.

· الدور المصري على المحك: تتحمل مصر عبء الوساطة تحت ضغط هائل. من ناحية، عليها الحفاظ على علاقتها مع الجانب الإسرائيلي والقوى الغربية. ومن ناحية أخرى، عليها الحفاظ على مصداقيتها وقدرتها على التواصل مع الفلسطينيين. أي تصعيد كبير في غزة يعني تلقائيًا تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، من خلال تدفق اللاجئين عبر معبر رفح، أو تسرب العناصر المسلحة، أو استهداف مواقع قريبة من الحدود.

غزة ليست مجرد قضية إنسانية أو سياسية بعيدة بالنسبة لمصر؛ إنها جبهة أمنية مفتوحة. اشتعالها يعني فتح باب جهنم على مصراعيها في اتجاه سيناء والحدود الشرقية بأكملها.

الفصل الثالث: الجبهة الشمالية: لبنان وسوريا... برميل البارود المتداخل

إذا كانت غزة مشتعلة، فإن لبنان وسوريا هما فتيل الانفجار الأطول والأكثر قدرة على جذب القوى الكبرى إلى الصراع.

· اغتيال طباطبائي وقنبلة GBU-39 الفاشلة: اغتيال علي طباطبائي، رئيس أركان حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بقنبلة أمريكية متطورة من نوع GBU-39 (قنبلة انزلاقية موجهة بدقة)، يمثل تصعيدًا خطيرًا. لكن فشل القنبلة في الانفجار بشكل كامل حوّلها من عملية اغتيال إلى أزمة استخباراتية وأمنية دولية. مطالبة واشنطن لبنان باسترجاع السلاح "قبل ما يقع في يد أطراف معادية" تكشف عن ذعر من أن تصل التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتقدمة إلى أيدي إيران أو حلفائها، الذين قد يقومون بهندستها العكسية. هذه الحادثة تذكرنا بحادثة استيلاء الحوثيين على أسلحة أمريكية متطورة، وترسم صورة لفشل الاستهدافات الدقيقة في تحقيق أهدافها الأمنية، بل وتحولها إلى تهديدات أكبر.

· تحذيرات التليغراف وحرب لبنان الثانية المحتملة: تقارير صحيفة التليغراف البريطانية التي تحذر من أن فشل لبنان في نزع سلاح حزب الله قد يشعل حربًا جديدة مع إسرائيل ليست مجرد تخمين إعلامي. نتنياهو يلوح علنًا باحتلال لبنان على طريقة غزة، في محاولة لاستعادة هيبته المتآكلة داخليًا عبر حرب خارجية. حزب الله، من جانبه، يمتلك ترسانة صاروخية هائلة قادرة على ضرب عمق إسرائيل. أي شرارة صغيرة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية قد تتحول إلى حرب شاملة تلتهم لبنان وتجذب إيران وإسرائيل والولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة. مصر، التي تعاني بالفعل من عدم استقرار في شرق المتوسط بسبب الأزمة الليبية والسورية، ستجد نفسها أمام كابوس جديد: حرب تطول حدودها البحرية الشمالية وتعطل حركة الملاحة في قناة السويس، شريان الاقتصاد العالمي.

· سوريا: ساحة الاشتباك الخفي: لا تزال سوريا مسرحًا للتوغلات الإسرائيلية المستمرة ضد مواقع إيرانية أو تابعة لحزب الله. هذه الضربات، وإن كانت تبدو بعيدة عن مصر جغرافيًا، إلا أنها تساهم في تأجيج الاحتقان الإقليمي وتزيد من احتمالية رد فعل عسكري كبير قد يمتد تأثيره. استقرار سوريا مرتبط باستقرار لبنان والعكس صحيح، وكلاهما يؤثر على البيئة الأمنية التي تعمل فيها مصر.

الفصل الرابع: الجبهة الجنوبية: السودان... تفكيك الدولة واقتراب الميليشيات من الحدود المصرية

إذا كانت التهديدات في الشرق والشمال تأتي من دول وجيوش نظامية أو فصائل مسلحة منظمة، فإن التهديد من الجنوب يأتي من فوضى تفكك الدولة واقتراب الميليشيات العابرة للحدود.

· معركة بابنوسة الاستراتيجية: الاشتباكات حول مدينة بابنوسة ومقر الفرقة 22 مشاة التابعة للجيش السوداني، هي معركة محورية. هذه الفرقة تمثل آخر معقل كبير منظم للجيش النظامي في إقليمي غرب كردفان وجنوب كردفان. سقوط بابنوسة بالكامل في يد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) سيعني:

  · سقوط رمزي وعسكري هائل للجيش السوداني، مما يقرب سيناريو انهيار الدولة تمامًا.

  · سيطرة شبه كاملة على حقول النفط في تلك المناطق، مما يمنح الدعم السريع تمويلاً هائلاً ويجعله لاعبًا نفطيًا.

  · السيطرة على خطوط السكك الحديدية الحيوية التي تربط دارفور بكردفان وبولاية النيل الأبيض، أي السيطرة على الشريان اللوجستي لمناطق واسعة.

· الاقتراب الخطير من الحدود المصرية: تقدم الدعم السريع غربًا وشرقًا يقربه جغرافيًا ولفعليًا من الحدود المصرية الطويلة مع السودان. وجود ميليشيا مسلحة بهذه القوة وبهذه الفوضى على حدود مصر يمثل تهديدًا وجوديًا متعدد الأوجه:

  1. تهديد أمني مباشر: تسلل عناصر مسلحة أو إرهابية عبر الحدود الممتدة والوعرة.

  2. تهديد ديموغرافي: تدفق موجات جديدة من اللاجئين السودانيين إلى مصر، التي تستضيف بالفعل ملايين السودانيين، مما يزيد الضغط على الاقتصاد والخدمات.

  3. تهديد مائي: أي سيطرة على مناطق تقع على مجرى النيل或其 روافد قد تستخدمها الميليشيا أو القوى الداعمة لها كورقة ضغط ضد مصر.

  4. تهديد النفوذ: فقدان مصر لنفوذها التقليدي في السودان لصالح قوى إقليمية (مثل الإمارات التي تُتهم بدعم الدعم السريع) أو دولية.

· التورط الليبي: التقارير عن تدخل قوات من ليبيا لدعم حميدتي تضيف بعدًا إقليميًا معقدًا للأزمة، وتربط بين بؤرتي عدم الاستقرار في غرب وجنوب مصر في حلقة مفرغة.

سقوط بابنوسة ليس خبرًا عابرًا؛ إنه ناقوس خطر يدق في أروقة وزارة الدفاع المصرية. الحدود الجنوبية لم تعد آمنة، ومصر مطالبة باتخاذ إجراءات قد تتراوح من تعزيز عسكري هائل على الحدود إلى تدخل مباشر إذا لزم الأمر لحماية الأمن القومي.


الفصل الخامس: استثناء مصر: بناء جدار الردع الصناعي والعسكري

في مواجهة هذه الدائرة النارية، لا تكتفي مصر بالتحذير الدبلوماسي. إنها تتحرك بسرعة غير مسبوقة لبناء جدار ردع قائم على التصنيع المحلي والتطوير التكنولوجي. مشاهد إيديكس 2025 كانت خير شاهد.

· "جبار 250": الدرون الشبح الذي يغير قواعد اللعبة: الكشف عن الطائرة المسيرة الهجومية طويلة المدى "جبار 250" يمثل قفزة نوعية. بمدى يصل إلى 1500 كم وسرعة تقترب من سرعة صواريخ كروز، هذه الطائرة قادرة على:

  · تنفيذ ضربات استباقية أو انتقامية في عمق أراضي أي عدو إقليمي.

  · تدمير أهداف ذات قيمة عالية مثل رادارات الإنذار المبكر، مراكز القيادة والسيطرة، مواقع أنظمة الدفاع الجوي، ومدارج الطائرات.

  · تنفيذ مهام استطلاع وإلكترونيات عميقة.

  · كونها "شبحية" (خفية على الرادار) تزيد من فرصها في اختراق الدفاعات.

  · وجود مثل هذا السلاح في الترسانة المصرية يعني أن التهديدات التي تطلق من بعيد لم تعد في مأمن من الرد المصري. إنه رسالة واضحة: قدرتنا على الوصول إليكم توازي قدرتكم على الوصول إلينا.

· التصنيع المحلي للرافال: من مستهلك إلى شريك في السلسلة العالمية: الخبر الأكثر دلالة على التحول الجوهري هو بدء مصانع الهيئة العربية للتصنيع تصنيع أجزاء من أجنحة مقاتلات الرافال الفرنسية المتطورة، بالإضافة إلى مكونات من محرك لازارك وشفرات توربينية. هذه الأجزاء تُصدر مباشرة لخطوط إنتاج شركة داسو في فرنسا. هذا يعني:

  1. اعتراف دولي بجودة التصنيع العسكري المصري: فرنسا، إحدى أكبر دول العالم في الصناعات الدفاعية، تثق في المصانع المصرية لتكون جزءًا من سلسلة إمداد منتجاتها الأكثر حساسية.

  2. توفير عملة صعبة: التصدير يدر دخلاً يساهم في تمويل برنامج التطوير العسكري نفسه.

  3. نقل حقيقي للتكنولوجيا: العمالة والفنيون والمهندسون المصريون يكتسبون خبرات لا تقدر بثمن في أحدث التقنيات العالمية.

  4. ضمان الصيانة والإمداد: القدرة على تصنيع قطع الغيار محليًا تعني استقلالية أكبر في صيانة الأسطول الجوي وتقليل الاعتماد على المورد الأجنبي في أوقات الأزمات أو العقوبات.

  5. التمهيد لتصنيع كامل محلي: كما حدث مع طائرة التدريب K-8E والمروحية الهجومية AH-64، فإن تصنيع الأجزاء هو الخطوة الأولى نحو التجميع ثم التصنيع الكامل تحت ترخيص في المستقبل.

· فلسفة السيسي: "الجيش القوي هو الضامن الوحيد للوطن": في ظل أزمة اقتصادية طاحنة، يتساءل البعض عن أولوية الإنفاق على التسلح. لكن الرؤية المصرية، كما يكررها الرئيس السيسي، ترى أن هذا الإنفاق هو استثمار في البقاء والسيادة. فالدول التي لا تملك القوة لا تحترم حدودها، وتصبح فريسة للتدخلات والأطماع. التقدم في الصناعات العسكرية المحلية أيضًا يحفز التقدم في القطاعات المدنية (الإلكترونيات، البرمجيات، المواد المركبة، الهندسة الدقيقة)، ويوفر آلاف الوظائف عالية المهارة.

الاستعداد المصري، إذن، هو استعداد متكامل: عقيدة عسكرية هجومية-دفاعية متطورة، ترسانة أسلحة متوازنة بين الشراء والتطوير المحلي، وبنية صناعية دفاعية وطنية تزداد عمقًا وتعقيدًا. هذا ليس مبالغة، بل هو الحد الأدنى المطلوب للبقاء في حي مليء بالذئاب.

الفصل السادس: السؤال المصيري: بين الوطنية واللامبالاة. 

في قلب هذا التحليل، من التهديدات والاستعدادات، يبرز سؤال شخصي وجماعي مصيري، موجه إلى كل مصري ومصرية:

"لو تم استدعاؤك للجيش المصري وعرفت إن الحرب بدأت… هل هتستجيب لنداء القائد الأعلى للقوات المسلحة؟ ولا هتتعامل مع اللي بيحصل كأنه مسلسل أجنبي بعيد عن بيتك وحدودك؟"

هذا السؤال ليس بلاغيًا؛ إنه اختبار للوعي وللروح الوطنية في لحظة تاريخية حرجة. الإجابات المحتملة تعكس شرخًا قديمًا/جديدًا في المجتمع:

· الإجابة بالاستجابة الفورية: تمثل الفهم العميق لترابط المصير. فالحرب، إذا اندلعت، لن تبقى عند حدود رفح أو حلايب. ستطال الاقتصاد (أسعار الغذاء والوقود)، والأمن الشخصي (هجمات إرهابية محتملة، تجنيد إجباري)، والنسيج الاجتماعي. الدفاع عن الحدود هنا هو دفاع عن المنزل، عن الأسرة، عن مستقبل الأبناء. وهو أيضًا وفاء للقسم والواجب الوطني.

· الإجابة بالتردد أو الرفض: قد تنبع من أسباب عدة: فقدان الثقة في "الحروب الكبرى" بعد تجارب الماضي المريرة، أو انشغال بالهم المعيشي اليومي إلى حد تجاوز الهم القومي، أو شعور بأن الصراع "ليس صراعنا" بل هو صراع للنظام السياسي. وهنا تكمن الخطورة: نجاح أي حرب دفاعية يعتمد على تماسك الجبهة الداخلية. الجيش الأقوى تقنيًا قد يهزم إذا كانت إرادة الشعب خلفه مهزوزة.

القيادة المصرية تدرك هذا التحدي، ومن هنا تأتي خطابات السيسي المستمرة التي تربط بين الأمن الوطني والاستقرار الداخلي، وبين قوة الجيش وكرامة المواطن. ولكن في النهاية، القرار فردي ووجداني.

خاتمة: "أصل الحكاية"... خريطة الحرب تُرسم، والخيارات تُحدد

تحذير الفريق أول عبد المجيد صقر في إيديكس 2025 لم يكن بداية القصة، بل كان تتويجًا لسنوات من التراكم. خريطة الحرب تُرسم بالفعل حول مصر:

· في الشرق: مشروع "إسرائيل الكبرى" المتعطش للأرض والماء والأمن المطلق على حساب جيرانه.

· في الشمال: صراع المحاور الإقليمية (إيران-إسرائيل) على أراضي لبنان وسوريا، مع وجود قوى دولية تلاعب بالنار.

· في الجنوب: فوضى تفكك الدولة في السودان، وتقدم ميليشيات تعمل كأدوات لقوى خارجية نحو الحدود المصرية.

· في العمق الاستراتيجي: أزمة اقتصادية عالمية وتغير في موازين القوى الدولية تزيد من تقلص هامش المناورة للدول المتوسطة مثل مصر.

في مواجهة هذه الخريطة المليئة بالألغام، كان الخيار المصري واضحًا: الردع عبر القوة الذاتية. تطوير "جبار 250" والاندماج في سلسلة تصنيع الرافال ليسا نشاطًا اقتصاديًا أو عسكريًا فحسب، بل هما إعلان استقلال واستعداد. إنهما قول للعالم: لن ننتظر مصيرنا، سنصنعه بأنفسنا.

"دام عزك يا وطن… وهي دي أصل الحكاية." هذه العبارة الختامية تلخص الفلسفة كلها. "العز" هنا ليس شعارًا، بل هو المنعة العسكرية، والاستقلال الصناعي، والتماسك الاجتماعي، والإرادة السياسية. الحكاية كلها تدور حول كيفية الحفاظ على هذا "العز" في عالم لا يحترم الضعيف، وحول كيفية تحويل الإنذار المبكر إلى استعداد فعلي، والتحذير من "المصير المجهول" إلى صناعة مصير أكثر أمانًا واستقرارًا لمصر وشعبها.

السؤال الآن ينتقل من صفحات التحليل إلى أرض الواقع: هل نستوعب الدرس؟ هل نستعد، كل في موقعه، للمرحلة القادمة؟ لأن التاريخ لا يرحم المتخاذلين، والحرب، إذا جاءت، لا تسأل عن الجاهزين.

شاركني رأيك في التعليقات:

· هل تعتقد أن المنطقة فعلاً داخلة على حرب شاملة؟

· هل ترى أن تسليح الجيش المصري بهذا الشكل ضرورة استراتيجية أم مبالغة في الإنفاق؟

· كيف تقيم الاستعداد المصري الحقيقي لمواجهة التهديدات المتعددة الجبهات؟

تمام يا محمد — جهّزت لك قائمة مراجع نهائية – جاهزة 100% للنشر داخل المقال، بصياغة احترافية كما تُستخدم في الصحافة السياسية والعسكرية، ومنسّقة بحيث تُلصق مباشرة أسفل مقالك أو في نهايته.

  1. وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)
    "بيانات رسمية وتصريحات قيادات القوات المسلحة المصرية."
    https://www.mena.org.eg

  2. الشرق للأخبار
    "تغطية ملف الأزمة في غزة، لبنان، والسودان – تقارير وتحليلات إقليمية."
    https://www.asharq.com

  3. سكاي نيوز عربية
    "تقارير حول العمليات العسكرية في غزة، السودان، وليبيا."
    https://www.skynewsarabia.com

  4. قناة العربية
    "ملفات الشرق الأوسط: حماس، حزب الله، سوريا، السودان."
    https://www.alarabiya.net

  5. بوابة الأهرام
    "تصريحات وفعاليات معرض الصناعات الدفاعية EDEX 2025."
    https://gate.ahram.org.eg

  1. Reuters – رويترز
    "Middle East Crisis Reports – Gaza War, Lebanon Tensions, Sudan Conflict."
    https://www.reuters.com/world/middle-east

  2. BBC News – Middle East
    "Coverage of Israel–Gaza, Lebanon–Israel confrontations, and Syria strikes."
    https://www.bbc.com/news/world/middle_east

  3. Associated Press (AP)
    "Reports on Israel–Hamas conflict, U.S. weapons use, and regional escalation."
    https://apnews.com/hub/middle-east

  4. Agence France-Presse (AFP)
    "Regional conflict updates and military intelligence briefs."
    https://www.afp.com/en

  5. The Guardian – Middle East
    "Investigations and analyses on Gaza, Lebanon, and Syria."
    https://www.theguardian.com/world/middleeast

  6. The Telegraph – International Security
    "Reports on Hezbollah, Israeli operations, and U.S. weapons systems."
    https://www.telegraph.co.uk/world-news

  7. SIPRI – Stockholm International Peace Research Institute
    "Global Arms Transfers, Defence Spending, and Military Balance Data."
    https://sipri.org

  8. CSIS – Center for Strategic and International Studies
    "Middle East Security Assessments and Defence Analysis."
    https://www.csis.org

  9. Janes Defence Intelligence
    "Technical data on UAV systems, air-defence platforms, and regional force posture."
    https://www.janes.com

  10. Defense News
    "Updates on defense industries, drone developments, and EDEX coverage."
    https://www.defensenews.com


اقرأ أيضا:



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"اجتماع الجنرالات الأكبر في تاريخ البنتاغون: هل ينفجر العالم من أوكرانيا إلى تايوان والشرق الأوسط نحو حرب عالمية ثالثة؟"

اجتماع عسكري أمريكي طارئ يهز العالم: إهانة ترامب لأردوغان وصفقة تسليح تركية ضخمة وتداعيات خطيرة على مصر والشرق الأوسط

تطبيق ياسين تي في على آيفون: رابط التحميل والمميزات الكاملة لمشاهدة المباريات